كتاب مهم للتعرف بشكل موجز على سمات الإلحاد الجديد، وأهم الأسئلة التي يطرحها، والقضايا التي يثيرها، وأسباب انتشاره وأبرز مظاهره، والواجب على العلماء والدعاة فعله لمواجهة تلك الظاهرة التي تفشت في المجتمع.
هناك قضية تتعلق بمفهوم الإلحاد بين الشرق والغرب؛ فالمفهوم الغربي: أن الإلحاد في الغالب يتعلق بإنكار وجود الخالق. أمَّا في السياق العربي الإسلامي، فإن كثيرًا ممن اتصفوا بهذا الوصف ليسوا منكرين في الحقيقة لوجود الله، وإنما أصحاب منكرات عقيدية كبيرة كإنكار النبوة، إلا أنه حديثٌ بدأ يتطور ليلتحق بالمفهوم الغربي.
الإنكار في الإلحاد أنواع منها: (الإنكار الصَّلْب) وهو عدم الإيمان بوجود خالق؛ وبالتالي إنكار النبوات والغيبيات ورفض التّديّن، وإن كان هناك بعض الطوائف التي تمارس بعض الطقوس الدينية، ولكنها لا تعتمد على الإيمان بالله كركيزة لطقوسها كـ (البوذية). وهناك نوع آخر يسمى (الإلحاد السلبي) وهو: عدم الإيمان بوجود أو عدم وجود الخالق؛ فصاحب هذا المذهب لا يقر بوجود خالق، كما أنه لا يقر بعدم وجوده. وهناك نوع آخر يعترف صاحبه بوجود خالق لكنه ينكر صلته بوجود الكون وإرسال الرسل وهو ما يسمى بـِِ (الربوبية)؛ فصاحب هذا المذهب يرى أن الله خلق الكون، ثم تركه ولم يكلف أحدًا إيمانًا ولا تديّنًا، ولا هو بالذي يسمع دعوات الداعين ويستجيب لهم، ولا يتدخل في شئون هذا الكون بالمعجزات أو الخوارق.
أما العقيدة الأخيرة فهي عقيدة المؤمن المتدين، وهو الموقف العقدي الذي يؤمن صاحبه بوجود خالق، كما يؤمن بالوحي والنبوات، وأن الخالق عرَّف نفسه لخلقه عن طريق الأنبياء والرسل، وأن الخلق مأمورون بالإيمان والتدين.
كانت الدعوة للإلحاد لا تتطرق للأديان الأخرى في بادئ الأمر، وترى أن الدين مسألة شخصية، إلا أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ازدادت دعوات الإلحاد اقتناعًا بأن التدين هو ما كان وراء هذه الأحداث. وطرق الدعوة للإلحاد كانت لا تعد؛ فمنها تأليف الكتب، والتي لاقت نجاحًا أدى إلى تأليف الكثير منها، ومنها تمرير رسائل إلحادية عن طريق الأفلام والمسلسلات، ومنها تأسيس الجمعيات الإلحادية وهي كثيرة جدًا. أَّمَّا عدائية الخطاب الإلحادي فجاء من نظر الملاحدة للدين على أنه منبع للشرور والكوارث، ولذلك سُمِّيت سلسلة الأفلام الوثائقية الإلحادية الشهيرة لـ (ريتشارد دوكنز) بـِِ (جذور الشر كلها)، وأنه من الواجب السعي لمحاربة الدين بجميع الوسائل الممكنة.
لا شك أن هذه العصبية ضد الدين بعيدة كل البعد عن درجات العقل والموضوعية -حتى وفق المقاييس المادية الإلحادية -إذ مسببات الشرور التي تعصف بالبشرية كثيرة، ولا يمكن اختزالها في مُعامل واحد؛ فالملاحدة الجدد لا يجدون فارقًا بين التطرف الديني والاعتدال، بل وإن وجدوا هذا الفارق فهي مشكلة يجب السعي إلى الخلاص منها. ويمكن اختصار ما يريده الملاحدة في الجملة الآتية: "العلم الطبيعي مدهش وهو جميل، أما الدين فهو ليس مدهشًا ولا جميلًا، بل هو معيق".
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان